Sunday, October 16, 2011

لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ


نص التأمل فيلبي 1: 20- 23
حَسَبَ انْتِظَارِي وَرَجَائِي أَنِّي لاَ أُخْزَى فِي شَيْءٍ، بَلْ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ كَمَا فِي كُلِّ حِينٍ، كَذلِكَ الآنَ، يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ. لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. وَلكِنْ إِنْ كَانَتِ الْحَيَاةُ فِي الْجَسَدِ هِيَ لِي ثَمَرُ عَمَلِي، فَمَاذَا أَخْتَارُ؟ لَسْتُ أَدْرِي! فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا

ما هو تعريف الفرح المسيحي؟ أولاً دعونا نعرّف الفرح: الفرح هو إحساس يغمر الإنسان نتيجة تمتع الإنسان بمصدر ثمين أو منبع ثمين يعطيه الاكتفاء. و قيمة هذا المصدر تتكشف و تُكرّم و تتعظم عندما أصرح بفرح أن هذا المصدر يعطني الاكتفاء
مثال: كونني ابن في عائلة, الفرح الذي تعطيه عائلتي لي يترجم... بأن عائلتي هي مصدر ثمين لي, أو منبع ثمين لي, و هذا المصدر, الذي هو أسرتي, يزودني بالاكتفاء, و أنا بالتالي أكرّم أو أعظّم عائلتي عندما أصرح لها أنها تعطيني الاكتفاء
إذاً: الفرح هو إحساس يغمر الانسان نتيجة تمتع الانسان بمصدر ثمين أو منبع ثمين يعطيه الاكتفاء. و قيمة هذا المصدر تتكشف و تُكرّم و تتعظّم عندما أصرح بفرح أن هذا المصدر يعطني الاكتفاء
الآن, نحن نعيش في عائلة أكبر من عائلاتنا , هي عائلة جسد المسيح. كون أن الله هو المصدر الذي به نحيا و نتحرك و نوجد, و كون أن الله مرتبط بنا من خلال أنه آب محب لنا و ابن فادي لنا و أنه روح معزي لنا, و كون أن الله بهذا الشكل القريب للانسان هو بنفس الوقت خالق عظيم , خالق السموات و الأرض نعرف الفرح المسيحي بالشكل التالي
الفرح المسيحي: الله يتعظم فينا عندما نكون مكتفيين به فوق أي شيء آخر
الفرح المسيحي هو ترنيمة الأطفال: قلبي فرحان لأني ماشي مع يسوع
إن كنتم ستسألوني عن أكثر مقطع في الكتاب المقدس يتحدث عن المعنى الحقيقي للفرح, أكثر مقطع يقول لنا أن الفرح هو: تعظم الله فينا يتحقق عندما نكون متكفيين بالله الآب في شخص المسيح و قوة الروح, أكثر مقطع يتحدث عن الفرح المسيحي و الاكتفاء المسيحي, سأنصح بفلبي 1: 20 – 23
في المقطع الذي قرأناه من فيلبي, يتبين ما هو الهدف الذي رسمه الرسول بولس لحياته. الهدف الذي رسمه الرسول بولس لحياته هو أن يتعظم المسيح في جسده,أي: كل ما يتكلم, كل ما يعمل, كل ما يشعر, كل خطوة في حياته, كل نبضة في جسده يجب أن تعظم المسيح

بمعنى: كون أننا قنوات لمحبة المسيح في العالم, فكل تصرف أقوم به, عليّ أن أجعل يسوع المسيح يطل إلى العالم من خلالي على أنه أحلى من أن يقاوم, أثمن و أشهى من أن يقارن, أعظم و أغلى من آلهة العالم. هكذا أكرّم المسيح, هكذا أعظّم المسيح. و هذا الهدف هو الهدف الذي يريده الله للعالم, أن يتمجد المسيح فينا و من خلالنا
عندما يتمجد أو يتعظم المسيح من خلال قنواته, البشر, يصبح البشر مكتفيين في المسيح, فيعيشون في فرح لا ينطق به و مجيد, حتى من خلال تعب الدرس, لأني إن درست أكثر, سأنمي معرفتي أكثر, فسأفهمه أكثر, فسألحق به أسرع, فسأطيعه من دون نقاش

الآن, كيف يتمجد المسيح في أجسادنا, في الحياة و في الموت
كَذلِكَ الآنَ، يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ. لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ
يقول بولس: لأن لي الحياة,,,و ذلك يستجيب ل,,,يتعظم المسيح في جسدي في الحياة
و الموت هو ربح,,, و ذلك يستجيب ل,,, يتعظم المسيح في جسدي حتى في الموت
دعونا الآن نتأمل في هذه العبارة... هذا ما نعمله في هذه الكنيسة, نتأمل معاً, نصلي معاً
بولس يقول: جسدي أنا كإنسان هو حياة و موت. أريد أن أمجد يسوع المسيح في حياتي,,,أي حياتي تعكس عمل المسيح,,, حياتي تعكس أنني فرحان في المسيح لأن لدي شبع و اكتفاء في المسيح, مصدر الشبع, الخبز النازل من السماء, الماء الحي, الراعي الصالح, نور العالم

لكن كيف أعظّم المسيح في موتي,,,تعظيم المسيح في موتي, هو عندما أقول, إن متُّ للمسيح فهذا ربح لي...كيف أعتبر أن الموت ربح... أنا أعلم أن الموت هو الحزن, هو الفراق, هو ترك أحبائي وحيداً, هو النهاية, هو نهاية القصة, هو إغلاق الكتاب. كيف يكون الموت ربح؟ كيف أعظم المسيح في موتي و أعتبر موتي ربح
أعتبر موتي ربح في حالة واحدة...عندما أكسب و أربح في الموت ما لا أستطيع أن أكسبه في الحياة

ما هو الذي أكسبه في الموت, الغير موجود في الحياة...؟
إن كنت أكسب الملكوت في الموت, فالرب يقول أن ملكوت الله في داخلكم , الآن و هنا, فما الربح في الموت؟
إن كنت أكسب الفرح في الموت لأني سأنتقل من دنيا الألم إلى دنيا لا يسيل الدمع من العين مقرحاً, فالرب هو اكتفائي الآن, و هو مكفكف دمعي, فما هو الربح في الموت؟
إن كنت أكسب فرح أن أكون مع المسيح في الموت, فالمسيح معي الآن في حياتي, فما هو الربح في الموت؟

الربح في الموت هو أن فرحي الآن في المسيح على هذه الأرض هو معرض للخطية و الألم, بينما بعد الموت, لن يكون هناك دموع,,,لأنني...سأكون مع المسيح بشكل كامل.الآن أعرف بعض المعرفة, و لكن في الحياة الأبدية, سأعرف كما عُرفت. الآن أنظر في مرآة,,,بعد الموت, سأنظر و أتفرس في وجه المسيح.
أنظر في مرآة يعني,,,مثلما أقود سيارة حياتي و أنظر في مراياها,,,, الأجسام أقرب إلى السيارة مما تظهر عليه,,,فأنا معرض للحادث في أي لحظة, لكن بعد الموت, لن يكون هناك مرايا,,,بل عناق حقيقي و ملموس للمسيح, عناق لا يمكن لأي قوة مما في السماء أو على الأرض أن تنزعه

الآن على الأرض, فرحي مع المسيح كامل... لكن بحسب وعيي أنا و مفهومي أنا للكمال
في السماء, فرحي مع المسيح كامل, بحسب تعريف الله للكمال

بولس يتعبر موته ربح, لأنه سيربح المسيح...كاملاً,,,المزامير تقول,,,ذوقوا و انظروا ما أطيب الرب.
أنا على الأرض زقاق ليحمل خمر الرب, أنا إناء خزف يسكب الله فيه من جوهره, لكن في السماء, لن أكون زقاق يحمل خمر الرب فقط, لن أكون إناء خزف فقط, لكنني سأراه بأم العين, سأراه بالألوان و ليس بسوداوية ثياب حياتي الآن, و سأتنسمه في مكان لا يعرف الزكام, و أتذوقه ...شخصي, و سأحصل على المزيد منه
هذا هو ما يقوله بولس الرسول: فقط عند موتي, سأحصل عليه بطريقة لا أستطيعها الآن في جسدي,,,و هذا هو الربح. و عندما أنال هذا الربح,,,سأفرح حتى في موتي, لأن موتي سيكون ربح "كل المسيح." و ليس جزء منه
الموت في المسيح ليس "الخلص" للحياة, الموت في المسيح هو بداية إصحاح ثاني للحياة
عمق بولس في المسيح يأتي في الحقيقة التالية: إن مت في المسيح سأنال ربح أن أعانق المسيح بشكل كامل, و لكن هناك ثمن لهذا الربح: أنني في موتي, سأترك إخوتي, أولادي, أهلي, عملي, نجاحي, لأحصل على "كل المسيح", عمق بولس و تقدم فرح بولس في المسيح هو أنه يريد أن يقول: إن تركي كل مالي ,تركي لأهلي و عملي و نجاحي هنا, لا يقارن ب "كل المسيح الذي سأناله في موتي"
هكذا نفهم: لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. وَلكِنْ إِنْ كَانَتِ الْحَيَاةُ فِي الْجَسَدِ هِيَ لِي ثَمَرُ عَمَلِي، فَمَاذَا أَخْتَارُ؟ لَسْتُ أَدْرِي! فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا
و هنا نأخذ من فيلبي 1: 20 – 23: ثلاثة دروس


أولاً: الفرح المسيحي الحقيقي في المسيح يعني أنني أرى هذا الفرح و أقول أنه أعظم من أي فرح. (مثال الزهرة). الفرح في المسيح يعني أننا نصعد طلعة الكنيسة لأن صعود طلعة الكنيسة هو مصدر فرح و ليس تعب


ثانياً: كون أن المسيح هو مصدر الفرح من حياة أو موت...يعني أنه على المؤمن الذي هو الآن في الجنة, أي قديس كائناً من كان, عليه أن يقول, أتمنى لو عشت على الأرض و لو دقيقة زيادة ليتاح لي أن أختبر حلاوة المسيح و لو لدقيقة زيادة, بمعنى... عندما أرى ذاك على الصليب لأجلي أنا الخاطىء. أتمنى لو كان عمري أنا القديس في الجنة هو ....حياة أبدية + و لو دقيقة إضافية مع المسيح


ثالثاً: الله الآب الموحى لنا في المسيح و بقوة الروح, أثمن ما في الكون, و كوننا معه, فتعظيمه في حياتنا و موتنا سيعطينا فرح الاكتفاء...مثال درس الكتاب يوم الجمعة المنصرم...حضر درس الكتاب أربع أشخاص فقط...لكن...إحداهم تركت خلفها ثلاث أولاد و زوج و أم متقدمة في العمر لأنها لا تقارن كل هؤلاء بفرح أن تتوحد مع المسيح خلال ساعة وقت. إحداهم تركت كل عملها و مصدر رزقها و كل عجقة حياتها و كل نداء العالم لها من أهل و أقارب من أخ و زوجة أخ و خمس بنات أخ لأنها لا تقارنهم بساعة فرح و اكتفاء مع المسيح. و إحداهم, تركت وراءها التعب و المرض و تركت وراءها زيارات الضيعة و حاجتها لقضاء بعض الوقت لتفكر كيف تدبر من حالها لأن زوجها بعيد لتكون في ساعة فرح حقيقي و اكتفاء مع المسيح. و أحدهم, مع أنه متقدم في السن و منهك بسبب مشاغل الحياة و متطلبات الأسرة من زوجة و أولاد و أحفاد, مع أنه وصل لعمر هو في أشد الحاجة و لو لدقائق ليريح أجفانه بعد الظهر, رأيته يدق درج الكنيسة بقدميه اللتين أثقلتهما السنون بخطى حثيثة بكل فرح غير مقارن أي شيء مما ذكرت بساعة توحد مع فرح المسيح لأنه يرى في المسيح المصدر الحقيقي للاكتفاء. بكل سلطان الكتاب المقدس أقول لهؤلاء: أجركم عظيم في السموات.و الخامس كنت أنا, أصغر الكل في ذلك الاجتماع, فعندما رأيتهم غير مقارنين كل حياتهم من أجل ساعة فرح و اكتفاء شخصي مع المسيح, قلت في نفسي: كنيسة عمار الحصن بخير. و كأن عيونهم لي كانت تقول كلمات بولس الرسول: وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ لذلك أطلب من الذي لا يصلي و أقول له أياً من كان, أقول له,,, أن لا تصلي هو أمر أبلعه, لكن بعدما ما رأيت من أؤلئك الأربع أشخاص, ما لا أبعله أن تقول, أني لا أستطيع لأني مشغول. كل تصرف أقوم به, عليّ أن أجعل يسوع المسيح يطل من خلالي على أنه أحلى من أن يقاوم, أثمن و أشهى من أن يقارن. الفرح الحقيقي بالاكتفاء في المسيح يعني, و إن كنت بسبب إيماني أشحد كسرة الخبز طوال السنة, طوال 365 يوم و 11 دقيقة 24 ثانية, و أتاني الشيطان ليقدم لي 365 خروف محمر و 11 علبة بقلاوة و 24 قنينة سفن أب للتهضيم, أقوله له, آسف هللا سبقتك, لأني الآن أكلت من كسرة خبز المسيح و أعطتني شبع لدرجة أنني أفكر أشارك ما تبقى من كسرة الخبز مع كل أهل عمار....هذا هو معنى. الفرح هو أن يتعظم فيّ المسيح عندما أنال به الاكتفاء. هذا هو معنى: لأنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ

2 comments:

Unknown said...

رااائع
ربنا هو الاكتفاء و الشبع و الفرح وحده

Unknown said...

ربنا يباركك يا قديس