Wednesday, December 12, 2007

سفر نشيد الأنشاد

سفر نشيد الأنشاد؛
النشيد الأعظم

كاتب السفر و تاريخ كتابته
يشكل سفر نشيد الأنشاد مع سفري الأمثال و الجامعة ما يعرف تقليدياً بكتب سليمان الحكيم من كتابنا المقدس. كما تشكل الأسفار الثلاثة بالإضافة إلى سفري راعوث و أيوب مجموعة تعرف بالأسفار الإنسانية أو القانون الإنساني, و ذلك لأنها إنسانية أكثر مما هي إلهية؛ أو بكلمات أخرى, تركز جل اهتمامها على الإنسان و تفاعلات حياته و علاقاته. من المهم جداً أن ندرك التأثير اليوناني الهلنستي في هذه الأسفار؛ و هذا مهم في تحديد زمن كتابتها الذي يعود إلى القرن الثالثث قبل الميلاد.
بالنسبة إلى تاريخ كتابة سفر نشيد الأنشاد فهو يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد بسبب وجود تأثيرات آرامية و فارسية و يونانية واضحة الذي أخّر وصول هذه السفر إلى شكله النهائي قبل ذلك التاريخ. و لكن هذا لا ينفي إمكانية وجود قصائد تعود إلى عصور أقدم تم تعديلها و حقنها داخل السفر.
أما بالنسبة إلى كاتب السفر فهو الملك سليمان ابن داود تقليدياً اعتماداً إلى (نش 1:1). و لكن لا يوجد أي دليل في فحوى و رسالة السفر على أنه سليمان بل بالعكس؛ هناك انتقاد لسليمان و تحد واضح له في أكثر من مكان مثلاً (نش 3:7-11؛ نش 8: 11-12), و كلاهما لا يذكران أي شيىء يشير إلى كون سليمان كاتب السفر, بل بالعكس فهما يتحدثان عنه بكل سلبية. كما أنه من الواضح لمن يقرا السفر أنه يتحدث بلسان شخص أو أشخاص آخرين. كل ذلك ذلك, بالإضافة إلى تاريخ كتابة السفر المتأخر نسبياً, يشير إلى و يؤكد أن كاتب السفر ليس سليمان. أما بالنسبة إلى الآية الأولى في السفر, فهي ببساطة من عمل و إضافة منقحي و محرري السفر. و قد يعود سبب عزوهم السفر إلى سليمان إلى النوع الأدبي (Genre) الذي يتصنف به السفر.
إذا لم يكن كاتب السفر هو سليمان كما كان يظن تقليدياً فمن هو؟ الجواب ببساطة و أمانة أيها الأحباء هو أننا لا نعرف كما هو الحال مع العديد من أسفار كتابنا المقدس. كل ما نعرفه هو أن كاتب (كاتبة) السفر ذو مخيلة شعرية و لغة شعرية رائعة و رفيعة المستوى و إنسانية إلى أقصى الحدود و من الهام أن نشير هنا إلى أنه قد تم قبول السفر ككتاب مقونن في الكتاب المقدس بشكل مبكر جداً لدى اليهود و كان أحد الكتب التي تقرأ في عيد الفصح.

النمط الأدبي للسفر
السفر, الذي يمتكل هذه الصبغة الشعرية هو عبارة عن مجموعة من قصائد الحب التي يجمع بينها خط من الوحدة . تلك القصائد تأتي كحوار على لسان 3 شخصيات رئيسية و هي: المرأة المدعوة شولميث (6:13), و الحبيب و سليمان بالإضافة إلى بعض الشخصيات الثانوية كبنات أورشليم و إخوة المرأة.
إذا ما درسنا تلك القصائد أدبياَ فإننا عدة أنماط أدبية شعرية: وصف (4: 1-7؛ 5: 10-16؛ 7: 1-6), توق و اشتياق (1: 7, 8؛ 2:15), غيظ (1: 7,8؛ 2: 15), وقوف على الأطلال ( 2: 8- 13), و غير ذلك من الأنماط الأدبية الموجودة في القصائد المصرية القديمة. لكن الفرق الوحيد هو في كون القصائد تأتي على شكل حوار في نشيد الأنشاد في حين أنها تأتي في شكل مونولوج (على لسان شخص واحد) في القصائد المصرية القديمة.
أدبياً, يصنف نوع الشعر الموجود في السفر بشكل عام على أنه من نوع الشعر الأيروسي الرومانسي أي المليء بالصور و التعابير الشعرية الجسدية.

تفسير سفر نشيد الأنشاد: هناك أربعة خطوط عامة لتفسيره
1. التفسير الروحاني التقليدي: محبة الله لشعبه (يهودياً), أو محبة يسوع المسيح للكنيسة (مسيحياً). و بذلك يتم تحوير كافة الصور الأيروسية الجسدية إلى صور رمزية محضة. و لكن هل يتفق هذا المنحى مع السفر؟ لا نرى الكثير من الدعم لذلك فاسم يهوه لا يذكر في النشيد إلا مرة واحدة و بصيغة مختصرة (يه) و فقط للدلالة على شدة نار الحب في (8: 6). بالإضافة إلى صعوبة روحنة صور و تعابير مغرقة في الجسدية بشكل رمزي.
2. التفسير التاريخي: محاولة العودة إلى الأصول الوثنية للقصائد الموجودة من أصول فينيقية أو كنعانية و غيرهم من شعوب الشرق الأوسط القديم التي نُشدت لعشتار و تموز و علاقة الحب بينهما. لكن بهذه الطريقة نحن لا نتكلم عن السفر بل ما قد يكون قد أثر في السفر قديماً خصوصاً بعد التعديلات التنقيحية التي أوصلته لشكله الحالي.
3. التفسير الإنساني الجسدي: التعامل ببساطة مع الصور الشعرية كما هي و هو تفسير ذو شعبية متزايدة بسسب أمانته للسفر.
4. تفسير إنساني جسدي بفاهيم جديدة تعنى بالتفسير الجتماعي التحرري كمفهية السلطة و المال (3: 7-11 ؛ 8: 11, 12) و القمع للجنس أو التقاليد الشائعة لسيطرة الأهل على الفتاة ( 8: 8- 10) و نظرة المجتمع للجنس و الزواج, كما أنه يتحدى رفض المجتمع اليهودي للمرأة الغريبة ( 1: 5).

بالنسبة لنا, سفر نشيد الأنشاد غني جداً لا يمكن تفسير كل شيء فيه ببساطة و سهولة و لكن بالنسبة لي فإن الخطين الأخيرين هما أكثر أمانة للسفر فبطل السفر هو امرأة اسمها شولميث و هي سوداء اللون (1: 5), أي أنها امرأة غريبة, الأمر الذي يتحدى النظرة التقليدية للمجتمع اليهودي و يتعاكس مع نظرة سفر الأمثال (أم 5 و 7). و شولميث؛ كما يقدمه السفر؛ هي امرأة يعصف فيها الحب و التوق و الرغبة بطريقة عنيفة و لكن السفر بذاته لا يقدم ذلك على أنه شيء معيب و خاطىء. السفر يتحدى المفهوم التقليدي للزواج في المجتمع الشرقي الذكوري من خلال تحدي الزوج الغني و تحدي الأهل و المجتمع ككل. فالسفر يتحدى الزوج الغني, فيتحدى سليمان الملك العظيم الذي يستطيع بماله و سلطانه و سلطته أن يشتري الزواج و ربما العروس, و لكنه لا يستطيع أن يشتري حبها و جسدها (3: 7- 11؛ 8: 11-12).
المرأة, التي لا يستخدم لها لقب العروس إلا مرتين فقط (4: 8-12؛ 5: 11) و في كلتا الحاتين على لسان سليمان, تعلن أنها ترفض و تتحدى ذلك الزواج التقليدي الذي يتم شراؤه بالمال و السلطة و تختار الحب, فهي ترفض الملك الذي لا تحبه و تختار راعياً تحبه (1: 7-12). كما أنها تتحدى ضغوطات أهلها الذين يريدون السيطرة عليها بهدف حمايتها, فهي تعلن أنها هي وحدها سيدة ذاتها و هي وحدها من تمتلك السلطة على نفسها و على جسدها الذي لا تمنحه إلا لحبيبها (8: 8-10). نشيد الأنشاد يعلن أن المرأة وحدها هي من تمتلك السطلة و السيادة و السيطرة في الجنس و هذا حقيقة يتفق مع العلم الذي يثبت أن المرأة و ليس الرجل هي من يمتلك السطرة في العلاقة الجنسية.
في عمقه سفر نشيد الأنشاد يعاكس و يتحدى الفكر الموجود في أجزاء عديدة من الكتاب المقدس الذي ينظر نظرة دونية إلى حب الجسد و يتعامل معها عى أنها خاطئة ملعونة و نجسة.
السفر بالنسبة لنا اليوم
وجود سفر مثل سفر نشيد الأنشاد في قلب كتابنا المقدس يتحدى كل الأصوات التي تنادي مبالغةً بروحنة المسيحية و الإيمان, فإنسانيتنا هي هامة بل و هامة جداً. و كتابنا المقدس هو مرآة حقيقية لإنسانيتنا و لعلاقتنا و اختبارنا لله. و ذلك بالنسبة لنا هو أمر مدعاة للفخر و لا للخجل فهو كتاب أمين.
الأساس في الجنس و العلاقة الجنسية هو الحب و ليس الشهوة كما أنه ليس مجرد ورقة زواج أو بعض الكلمات (بالنسبة للسلطة المخولة لي أعلنكما زوجاً و زوجة)... وحده الحب هو من يؤمن الالتزام.
ما الجديد في كل هذا؟
ماذا نقول بعد كل هذا؟ هل نصرح بأن الجنس قبل الزواج ليس زناً؟ هل نقول أن مجتمعنا هو مجتمع كبت أو المفهوم الغربي هو فاسق؟
أعتقد بأن هذا السفر الموجود في قلب الكتاب المقدس هو منتج شرقي بحت و إن كان متحرراً بعض الشيء أو كثيراً بالنسبة للكثيرين. الملفت للنظر هو أننا في الكثير من الأحيان ننتهي بعد المناقشة بنفس النتيجة التي نفترضها قبل المناقشة. و لا أعتقد أن هذا مضحك بل هذا يعني بأننا كنا منذ البداية على إحساس الحق و الحقيقة و جل ما احتجنا هو بعض الضوء المسلط عاى قناعتنا.
أعتقد بأنكم توافقونني الرأي بأن الدين و الثقافة هما وجهين لنفس العملة و لا يمكن فصلهما. و لكن بالنسبة لي المسيحية ليست دين بل هي حياة بأسرها تتمتع بقوة كلمة الله الحي و بنفس الوقت تحدي هذا الكلمة لهذه الحياة. كتابياً, مفهوم الزنا هو نكث العهد مع الرب فنقرأ في كثير من نبوات العهد القديم عن أورشليم الزانية. و حتى في الوصايا العشر, الدراسة القريبة للبيئة و المجتمع في الشرق الأوسط القديم تخبرنا بأن "لا تزني" تخاطب عدم كسر العلاقة الزوجية بمعنى, الجنس خارج إطار الزواج ليس موضوع معالج بوضوح. و هو أمر برأي منطبق جداً في عهدنا الجديد. فبرأيي, قول المسيح بأن "كل من نظرة إلى امرأة ليشتهيها فقد زنا بها في قلبه" يعبر ببساطة عن رفض المسيح لاختصار و لاختزال كيان و وجود المرأة في جسدها و لا يغطي كثيراً مفهوم الجنس قبل الزواج.
ماذا نقول إذاً عن الجنس قبل الزواج؟
رسالة السيد المسيح هي محبة الله و محبة القريب. فإن كنت تشعر بأن الثقافة و التراث هما النصف الآخر لعقلنا حيث أن هذه الرسالة هي النصف الأول, فأن الجواب واضح. إن كنت تشعر بوخز الضمير فلا تقبل على ذلك. لكن ما أجمل الشعور بالقول للآخر في الزواج بأنني قد كرست لك طوال عمري هذه اللحظات السعيدة المملوءة نعمة و رضا.
هل تعلم ما حدث لسليمان كما يخبرنا 1 ملوك 11: 1-13؟ اعتقد سليمان بأن زواجه المتكرر هو أمر مبارك غير عالم أن حكمته المشهودة قد أصبحت عرضة للخطيئة. هذا هو الخطر إخوتي الذي يأتي مع المعرفة. ستكتشف بمرور الزمن ,بغض النظر عن المأزق و الخطأ الذي ترتكبه بالانتماء للجزء السلبي للعالم, بأن إدراكك و وعيك سيبرران لك ما اقترفت مهما كان هذا الذنب لاحقاً فتقول: على الأقل لقد فعلتها مع شخص مقرب لي و عزيز, فسأشكر الله لإرسال هذا الشخص لحياتي و ليس ذاك. و مع مرور الزمن تصبح القبلة الأولى هي القبلة المئة و يصبح ما كان عزيزاً و غالياً و مكرساً أمراً صطحياً و هلم جرا... عندما تهاجمنا الخطيئة إخوتي فإنها تذهب للقلب مباشرة بغض النظر عن الوقت الذي يستلزمه هذا الداء للتفشي. و عندها ينهار جهاز المناعة الروحي عندنا و تصبح هذه الأفعال على مختلف الأصعدة. كان لدى سليمان فرصاً متعددة للخروج من ذاك المستنقع الذي أسفاً اعتقد أنه مسلح بحكمته التي أصبحت في النهاية حكمة ينقبها السوس.
نصيحة الكتاب لك هي أنك أنت في هذه الحياة في حالةِ حربٍ مستمرة لتحقق مشيئة الآب السماوي على الأرض فالنصيحة لك هي أن تتقوّى في الرب, و في شدة قوته البس سلاح الله الكامل لكي تقدر أن تتثبّت ضد مكايد إبليس. فاثبت ممنطقاً حقويك بالحق و لابسا درعَ البر و حاذي أرجلك باستعداد انجيل السلام, حاملاً فوق الكلّ ترس الإيمان الذي به تقدر أن تخذل كلَّ سهامِ الشّريرِ الملتهبة, و اعتمر خوذةَ الخلاص و سيفَ الروح الذي هو كلمة الله و إلا سينتهي المطاف بك للقول بأنه قد كانت غلطة و أنا بشر ... ستتكرر هذه العبارة كثيراً في حياتك.
فكر جيداً بالعواقب لهذه الهبة الإلهية التي تمتلكها فما زال الباب مفتوحاً أمامك لتفكر قبلما أن تشارك سريرك مع شخص قد لا يعني لك الكثير بعد زمن ليس بطويل.


2 comments:

ماليزيا said...

من خلال منتجعات المالديف يمكنكم الحصول علي كافة انواع الخدمات لـ السفر و الترحال بـ اقل الاسعار و الخصومات التي تكاد ان تصل الي 30% علي فنادق ماليزيا كوالالمبور زورو الان موقع حجز فنادق تايلاند لـ مزيد من المعلومات

فوغا كلوسيت said...

استمتع الان من خلال موقعنا عيل توفير افضل كود خصم فوغا كلوسيت 30% المنتجات المتيمزه وب افضل تميز من موقعنا و العمل علي توفير افضل الخدمات المتيمزه من موقعنا بافض الطرق في توصيل المنتجات اليكم كوبون خصم فوغا كلوسيت 30% الي المنزل الان تواصلو معنا